وقاره وصمته وتؤدته ومروءته وحُسن هَديه
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير السكوت لا
يتكلم فى غير حاجة، يُعرِض عمن تكلم بغير جميل..، وكان جُلُّ ضحكه: تَبسُّماً،
وكلامه فصلاً.. لا فضول ولا تقصير، وكان مجلسه صلى الله عليه وسلم مجلس حِلْمٍ
وحياء وخير وأمانة؛ لا ترفع فيه الأصوات ولا تؤبن فيه الحُرَم، إذا تكلم صلى
الله عليه وسلم: أطرق جلساؤه وكأنما على رؤوسهم الطير. وكان يمشى هوناً كأنما
ينحط من صَبَبٍ، ويُعرَف فى مشيته أنه غير غَرِض ولا وَكِل. والغرض هو
الضَّجِر، والوكل هو الكسلان.
وقال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه (إنَّ أحسن
الهُدَى هُدَى محمد صلى الله عليه وسلم) وعن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما:
(كان فى كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ترتيل أو ترسيل). وقال ابن أبى هالة
رضى الله عنه: (كان سكوته عليه الصلاة والسلام على أربع: على الحِلم والحذر
والتقدير والتفكر) وقالت السيدة عائشة رضى الله عنها: (كان رسول الله يُحَدِّث
حديثاً لو عَدَّهُ العَادُّ لأحصاه) وروى أبو داود عن خارجة بن زيد رضى الله
عنه أنه قال: (كَان النبى صلى الله عليه وسلم أوقر الناس فى مجلسه لا يكاد يخرج
شيئاً من أطرافه) وكان عليه الصلاة والسلام يحب الطيب والرائحة الحسنة ويحض
عليها ويقول حُبِّب إلى من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عينى فى الصلاة.
ومن مروءته صلى الله عليه وسلم: أمره بالأكل مما
يَلى، ونهيه عن النفخ فى الطعام والشراب، والأمر بالسِّواك واستعمال خِصَال
الفطرة العشر ومنها قص الشارب ونتف الإبط وحلق العانة.
|